السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن أسأل عن
الغيرة من الزوج وعن الخيانة الزوجية، أعلم أن الغيرة أمر طبيعي، ولكن
سؤالي هو أن الزوج لو ارتكب ما نسميه بالخيانة الزوجية (أعني الفاحشة
والعياذ بالله) أو تكلم مع نساء أخريات بالسوء أم ما شابه دون الوصول
للفاحشة الكبرى.. هل يعني ذلك حقا أنه خان زوجته أم أن الأمر فقط أنه
ارتكب معصية وخالف أمر الله؟


أقصد هل يحاسبه الله يوم القيامة على معصيته فقط أم
على أذيته لزوجته أيضا؟ وبمعنى آخر هل يكون حقا قد أذى زوجته أم أنه أذى
نفسه فقط؟ وهل يوم القيامة تحاسبه الزوجة على خيانته أم أنه حق الله فقط
الذي يحاسب عليه؟ وبالتالي في الدنيا هل يحق لها أن تغضب أو تتصرف بما
تعتبره معاقبة له أم أنه لا يحق لها أن تغضب أو أن تتصرف بالمقابل؟؟
وجزاكم الله خيرا.




الاجابة


ومن الأمور التي تفسد الحياة الزوجية وتحيلها جحيما
هو خروج أحد الزوجين عن الصراط المستقيم وعن منهج الله عز وجل بارتكاب
الفاحشة التي تنزع من الحياة بركتها وصفاءها. لذا فليتق الأزواج الله عز
وجل في أنفسهم وفي أزواجهم، فبارتكاب الفاحشة يكون العبد قد حمل نفسه
العديد من الذنوب وضيع الكثير من الحقوق التي سيحاسب عليها أمام الله عز
وجل، ولا شك أن منها حق زوجه الحلال، وليس هو بالحق الهين.

إذن فكما سيحاسبه الله عز وجل على مخالفة أمره وفعل
ما نهى الله عنه وحذر منه، فسيحاسبه أيضا على حقوق أخرى، منها: حق زوجه
الذي فرط فيه وضيعه، وحق أهل من ارتكب الفاحشة معها أو ارتكبت الفاحشة
معه، وكافة الحقوق الأخرى المترتبة على هذه الفاحشة.

وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في رحلة
الإسراء أناسا عندهم لحم طيب طاهر، ولحم آخر نيئ خبيث منتن، فيتركون الطيب
ويأكلون الخبيث، فلما سأل عنهم أخبره جبريل بأنهم الأزواج الذين عندهم
زوجاتهم الحلال، فيتركونهم ويعمدون إلى ارتكاب الفاحشة والعياذ بالله. ومن
أجل هذا شدد الله عز وجل عقوبة الزاني المحصن، وجعل حدها من أكبر الحدود
وأشدها، حيث قضى الله عز وجل برجمه حتى الموت، لأنه لم يكن له عذر في
الزنا؛ لأن عنده زوجه الحلال أو عندها زوجها الحلال.

وأنصح أختي العزيزة في هذه الحالات -أعني اكتشاف
أحد الزوجين خيانة الآخر له- أن نتعامل بحكمة، وأن تراجع الزوجة نفسها
أولا، وتبحث في أوجه التقصير عندها لتستكملها، وتأخذ زوجها بالحسنى لتعيده
إلى بيته الطاهر؛ فالغضب والتهور لا يقدم حلولا بل يعقد الأمور أكثر
وأكثر. فإن عجزت عن ذلك، فلتستعن كما أمر الله عز وجل بحكم من أهله وحكم
من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما.

إن العقاب هو من عند الله عز وجل، وهو سبحانه لا
يظلم أحدا، ويمهل ولا يهمل، ويجب أن تكون الزوجة مع زوجها كالأم التي
تتحمل أخطاء أبنائها لتصلحهم وتأخذ بأيديهم إلى طريق الخير، أما أن تعنفهم
وتعاملهم معاملة الند للند وتجعل من نفسها سلطة عقاب فقط انتقاما لنفسها،
فهذا ما لا يحمد عقباه. وإذا تصرفت الزوجة بالمقابل وخانت زوجها كما
خانها، فستخسر كل شيء: ربها ودينها ونفسها وبيتها وزوجها ودنياها وآخرتها.
أسأل الله لنا ولك النعيم في الدنيا والآخرة.



منقوووووووووووووووول