الحياه تضعفنا ولكن المهم كيف نرد

ليس هناك إنسان حي لم يتعرض لصفعة في هذه الحياة ، وليس

بالضرورة أن تكون الصفعة يد تمتد إليك لتضربك ، لكن للحياة فنون

في صفعاتها وإبداع بتنفيذ ضرباتها لكنها عادلة جداً ، حيث تسمح لك

بالرد وبحرية حول طريقة ردك ولكن إياك أن تفكر بالرد عن طريق

صفعها فهي عندها ستقرر أن تدمرك ، وإن أردت السلام وأدرت

ظهرك ومضيت هارباً لا مواجهاً ستقتلك من الخلف بلا رحمة.

هذا المقال قد يكون أكثر مقال شخصي في حياتي ، وهو يتعلق

بمشروع استشارات الذي نقدمه في تأملات ، فيوميا يصلنا أكثر من

10 طلبات لتقديم المشورة ومساعدة الناس على التفكير ، وأسلوبنا

في الاستشارة واضح فمن الاستحالة أن نستطيع حل مشكلة

إنسان يبعث لنا ببضع كلمات ونرد عليه بمثلها لأن الحياة أكبر من هذا

بكثير ، لكن ما نقوم به أن نساعد الشخص على ترتيب أفكاره فيجد

هو بالتالي حله الذي يناسبه ويستطيع تطبيقه بعيداً عن المثاليات.

وصلنا خلال أسبوع فقط 100 استشارة هو رقم يجعلني سعيداً

للغاية لأنه يؤكد بأن تأملات محل ثقة وأن تأملات في الطريق السليم

، لكن هناك 3 استشارات كادت أن تعصف بالمشروع كله ، واحد

لشاب لعب دور فتاة فاضطررنا لإجابته رغم كشفنا حقيقته من خلال

هفوات في كلامه ، والثاني لفتاة أحببنا أن نعطيها الرأي الصحيح

بقضية تخص خطيبها لكنها انتفضت وشتمت لأنها تريد أن تسمع ما

تحب فقط ، والثالث شخص أغلب الظن ليس به شيء لكن أراد أن

يخبرنا بأنه غير معجب بطريقتنا بشكل أو بأخر .. كلها جاءت وللأسف

في يوم واحد.. كان القرار حتى ساعة نومي إغلاق المشروع لتجنب

التصادمات ولأن هناك سبل أخرى للإفادة.

هذا الصباح قلت إن الحياة صفعتني بطريقتها هي ، وعلي أن أرد

فإن هربت ستواصل صفعي بطرق مختلفة ، وكان ردي بسيط وهو

المواصلة في طريقة استشاراتنا الحالية والإخلاص بالنية لفائدة

الناس لا لقول ما يحبون فقط ، ولكن الأمر يتطلب مني اختيار كلمات

أفضل لتجنب ردات فعل سلبية كما يتطلب مزيداً من القراءة لتعلم

المزيد من الحلول التي نخدم بها الناس.

هذه ليست الصفعة الأولى في حياتي ولكنها قد تكون الأولى في

تأملات ، وكل منا يتلقى صفعة يومياً ولكن الرد يجب أن يكون مناسباً

، فالطالب الذي لا ينجح عليه أن يرد بالدراسة بشكل أفضل ويركز

ويحسن من استيعابه حتى يرد ، والصديقة التي تخدعها صديقتها

عليها أن ترد باختيار صديقة أفضل وليس بأن تعيش وحيدة .

إن الحياة تصفع الصفعة الأولى وتعطيك فرصة لترد عليها ، فإن رأتك

مستسلماً واصلت الصفع حتى جعلتك ميتاً يمشي ينتظر الدفن.